فضاء حر

ربيع توغو!

 

ماذا سيحدث لو أن النساء في بلادنا استخدمن نفس أسلوب الإضراب الذي دعت إليه نساء توغو: "أسبوع بلا معاشرة زوجية"، وليكن هدف الإضراب في بلادنا الضغط على الرجال للتوجه إلى طاولة الحوار. تصوروا معي الاحتمالات المتعددة لما سيحصل:

– الرجال ما ع يصدقوا يلقوها فرصة ويروحوا يتزوجوا على نسوانهم (البحث عن بدائل، وكما تعلمون نار الطبينة لدى بعض النساء أشد حرقا من نار انهيار البلد بأكمله).

– طبعا صعب أن النساء يضربن للضغط على الرجال لإنجاح الحوار والتسوية، وأغلبيتهن يعانين في حياتهن من انعدام الحوار على المستوى الأسري.

– الرجال سيعاندون ويتظاهرون ضد الحوار مكايدة بالنساء.

– الرجال سيكسرون الحصار خلال ليلة أو ليلتين بالكثير (وطبعا مافيش ست بتخرب بيتها بسبب إضراب أيا كان هدفه).

– الرجال سيقلدون أنهم فرحانين من الإضراب، فلما يشوفوينهم النسوان فرحين يشعرن بالغيظ، وخصوصا إذا فوجئن بمظاهرة رجالية حاشدة تطالب بزيادة مدة الإضراب من أسبوع إلى 7 أشهر، ولسان حالهم "بركة اللي جات منك يا جامع"، "أحسن نرتاح"، "الواحد ما عاد قادر يمشى على قدميه".. "أنتن الخاسرات".. لا شك أنهن حينها سوف يسارعن إلى كسر الإضراب.

ابتسمت كثيرا وأنا أقرأ تعليق أحد الإخوة اليمنيين على خبر إضراب نساء توغو العجيب، قائلا: "هذا سلاح ذو حدين، وسلاح خطير وفعال لو استخدمناه في بلادنا فقط ضد الفساد أو ضد القطاع بالطرق، وكذلك لوقف الثارات القبلية".. ولا أعرف كيف يمكن استخدام هذا النوع من الإضراب لوقف ما ذكره الأخ، خصوصا وأن النساء في بلادنا لا حول لهن ولا قوة بالإضرابات، يعني إذا كن سيضربن يضربن من أجل زيادة حصتهن في مجلس النواب، والحاصل أن الرجال هم من يقومون بالإضراب عنهن في معظم الأحيان، بسبب الفقر والبطالة وضيق المعيشة، وبعضهم طفشوووا من البيوت بسبب الحراف، في حين آخرون رفعوا شعار "جنان يخارجك ولا عقل يحنبك".

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

عن صحيفة " الأولى"

زر الذهاب إلى الأعلى